اليابان لاتزال ملتزمة بمساعدات التنمية الرسمية والإنسانية رغم كارثة مارس

طوكيو- الجمعة 9 سبتمبر 2011 /بان اورينت نيوز/

أصدرت وزارة الخارجية اليابانية تقريرًا حول مساعدات اليابان الإنسانية يؤكد استمرارها رغم الظروف الصعبة التي تمر بها نتيجة كارثة زلزال وتسونامي 11 مارس وأزمة التسرب النووي التي نجمت عنهما في مفاعلات فوكوشيما. وتعتمد الكثير من الدول على المساعدات اليابانية في برامج التنمية. وفيمايلي ماجاء فيها مقرونًا بأمثلة حديثة عن مساعدات اليابان الإنسانية.

المساعدات الإنسانية والأمن الإنساني

يعتبر الأمن الإنساني أحد الدعامات الرئيسية في سياسة اليابان الخارجية ويُعرَف بأنه تركيز على الأفراد وبناء المجمتعات بحيث يتمكن كل شخص من العيش بكرامة عبر حماية وتمكين الأفراد والمجتمعات التي تتعرض لأخطار فعلية أو محتملة. لذلك يمكن اعتبار المساعدات الإنسانية أحد التعهدات لتحقيق الأمن الإنساني.

ستواصل حكومة اليابان تقديم المساهمات اللازمة والفاعلة للمجتمع الدولي على صعيد المساعدات الإنسانية بالرغم من الكارثة الطبيعة المحلية الخطيرة التي ألمت بها وهي زلزال شرق اليابان العظيم. علاوة على ذلك، تؤمن اليابان بأن إعادة إعمار البلاد جراء الكارثة ممكن فقط عبر التعاون مع المجتمع الدولي.

يزداد تنوع الأزمات الإنسانية وتتغير البيئة الدولية المحيطة بها. ستأخذ اليابان النقاط الأربعة التالية بعين الاعتبار عند تنفيذها لمساعداتها الإنسانية وهي: الأزمات الإنسانية الطويلة الأمد والأكثر تعقيدًا، تزايد الكوارث الطبيعية عددًا وحجمًا، أمن عمال المساعدات، وتنوع ممثلي المساعدات الإنسانية.

وتحترم حكومة اليابان المبادئ الرئيسة للمساعدات الإنسانية وهي الإنسانية والنزاهة والحيادية والاستقلالية. يتطلب في تقديم المساعدات الإنسانية السرعة والكفاءة. وتقرر حكومة اليابان مساعداتها الإنسانية بالاعتماد على الحاجات الميدانية وطلبات الدول المنكوبة و/أو المناشدات الدولية.

مساعدة اللاجئين والنازحين

أحد أهم القضايا التي تحتاجها المساعدات الإنسانية على سبيل المثال، مايتعلق باللاجئين والنازحين الداخليين. وقد تجاوز عدد هؤلاء الأشخاص في العالم الذي اضطروا لطلب اللجوء بسبب النزاع أو الاضطهاد أو الكوارث الطبيعية وغيرها من العوامل 43 مليون بنهاية العام 2009. اليابان مصممة على مواصلة المساعدات الإنسانية على أساس أهمية إدارك ضرورة مثل هذه المساعدات للاجئين والنازحين من منطلق أمني إنساني بحيث تفضي هذه المساعدات بالنتيجة إلى توفير السلام الإقليمي والاستقرار.

بشكلٍ محدد، تتبع اليابان منهجين لمساعدة اللاجئين. الأول، مساعدات الإغاثة الطارئة لتأمين الحاجات اليومية مثل السكن والغذاء والماء. والثاني، يهدف إلى إيجاد حلول دائمة تدعو إلى عودة اللاجئين طوعًا إلى بلادهم الأم والتوطين الدائم في بلدان اللجوء أو في بلدان ثالثة.

يختلف النازحون عن اللاجئين من حيث عدم عبورهم للحدود الوطنية هربًا من الأزمات الإنسانية. غير أن النازحين لايختلفون كثيرًا عن اللاجئين في حاجتهم إلى الدعم بعد هروبهم من أماكن إقامتهم. تجاوبًا مع قضية النازحين التي كان من المعتاد اعتبارها أولاً قضية محلية واستثنائها من الهدف الرئيس للمساعدات الإنسانية الدولية، ونظرًا للتزايد المطرد في أعداد النازحين وتدهور أوضاعهم، بدأ المجتمع الدولي بحمايتهم ومساعدتهم. ستواصل اليابان تقديم المساعدات الإنسانية بفاعلية للنازحين على غرار المساعدات التي تقدمها للاجئين.

للإطلاع على مزيدٍ من التفاصيل حول المساعدات اليابانية الإنسانية، زوروا موقعنا على العنوان التالي:
http://www.mofa.go.jp/policy/emergency/index.html

أمثلة عن مساعدات إنسانية حديثة

فيمايلي أمثلة عن المساعدات اليابانية الإنسانية الأخيرة التي تلت زلزال شرق اليابان العظيم:

القرن الأفريقي

في القرن الإفريقي حيث الجفاف يزداد سوءًا منذ الخريف الماضي مصحوبًا بعدم هطول كميات كافية من الأمطار في الربيع الجاري بوصفه فصل هطول الأمطار، تواجه البلاد أسوأ أزمة غذاء بسبب الجفاف لم تشهدها منذ 60 عامًا. وحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية UNOCHA، يوجد أكثر من 12.4 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية طارئة في الصومال وكينيا وأثيوبيا وجيبوتي.

وردًا على طلب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الموجه في 12 من يوليو لتقديم مساعدات إلى القرن الإفريقي، قررت اليابان في 15 من يوليو وقدمت مساعدات غذائية بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي WFP عبر منحة مساعدات قدرها 5 مليون دولار أمريكي (400 مليون ين).

تلبية لطلب من حكومة جمهورية كينيا، قررت اليابان في 5 من أغسطس ومابعد تقديم ماقيمته 600 ألف دولار أمريكي (50 مليون ين) عبر وكالة التعاون الدولية اليابانية على شكل مساعدات طارئة (مثل مولدات الطاقة والخيام) لمساعدة مخيمات اللاجئين في كينيا.

وقد قررت اليابان سابقًا تقديم المساعدات إلى القرن الإفريقي بمايشمل حوالي 95 مليون دولار أمريكي من المساعدات تم زيادتها بالتعاون مع المنظمات الدولية ونحو مليون دولار أمريكي قدمت لمساعدة أنشطة المنظمات غير الحكومية في المنطقة. يعتبر المطلب الأخير بتقدم سلع إغاثة طارئة خطوة أخرى للمساعدات التي تقدمها اليابان والتي ستخصص لأنشطة مكتب مندوب الأمم المتحدة السامي للاجئين UNHCR في مخيمات كينيا للاجئين في القرن الإفريقي. ستقدم اليابان مساعدات إنسانية إضافية حسب الحاجة لمعالجة المشاكل الناجمة عن الجفاف في المنطقة وستراقب عن كثب تطورات الوضع المحلي.

اليمن

قدمت اليابان في 3 من أغسطس نحو 1.3 مليون دولار أمريكي (100 مليون ين) لتمويل أنشطة UNHCR في اليمن بهدف المساعدة على تحسين الوضع الإنساني في البلاد. في اليمن، تتواصل النزاعات منذ فبراير الفائت بين المتظاهرين المعارضين للحكومة المطالبين باستقالة الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد منذ 33 عام وبين قوات الأمن مماأفضى إلى مقتل أكثر من 300 شخص لغاية الآن ونزوح مايربو على 300 ألف أخرين. وفقًا لهذه الظروف، ستخصص إسهامات اليابان المالية لمساعدة النازحين في اليمن.

بان أورينت نيوز



بيانات رسمية