حروف مترفة: الشاعرة الاماراتية الهنوف محمد تتحدث إلى الفاتح ميرغني

"الأنثى تبكي بكاء خاصاً عندما تخسر قلباً يحبها"

"الشعر هو جمرة الألم اللذيذ، التي تستحق القبض عليها"

"ريح يوسف" قصيدة استلهمتُ فيها عودة النبي يوسف إلى أبيه بعد الغِياب"


طوكيو - الخميس 3 سبتمبر 2015 / بان اورينت نيوز

شاعرة اماراتية وعضو اتحاد الكتًاب الاماراتيين والكتًاب العرب. أصدرت ثلاثة دواوين شعرية وهي: "سموات" و"جدران" و"ريح يوسف" الذي استلهمت فيه عودة النبي يوسف بعد الغِياب.. درستْ الأدب الانجليزي وترجمتْ عدداً من الإعمال الإبداعية إلى اللغة الانجليزية، ومن بينها مسرحية: "ليلة زفاف" للكاتب الراحل، سالم الحتاوي. وشاركت مع عدد من المبدعين في إصدار النشرة الادبية "تراتيل النوارس"، كما مثلتْ بلادها في العديد من الفعاليات والمناسبات الادبية والثقافية.. تم تكريمها من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي. جاءت إلى طوكيو في سياق برنامج التبادل الثقافي القائم بين مؤسسة محمد بن راشد للآداب والفنون والمؤسسة اليابانية للثقافة والفنون، حيث أجرى معها الفاتح ميرغني، المحرر الثقافي، الحوار التالي:

بان اورينت نيوز: مرحبا بك في طوكيو، وشكراً على اتاحة الفرصة للحوار.

الشاعرة الهنوف: شكرا استاذ الفاتح، وسعيدة ان اكون بينكم.

بان اورينت نيوز: في البداية نحب أن نتعرف عليك وعلى معني الهنوف؟

الشاعرة الهنوف: أنا انسانة متفائلة واؤمن دوما بأن الانسان إذا ما ثابر وإجتهد، فبمقدوره تحقيق الكثير من احلامه، أما عن معنى الهنوف فهو لقب أطلقه علي الشاعر والكاتب الفنان مسعود امرالله، رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي، وهو يعني" المرأة المبتسمة ".

بان اورينت نيوز: ثمة من يقول أن البوح في القصائد والكتابة باسم مستعار تشيء بشيء من التناقض؟

الشاعرة الهنوف: ابدا، فأنا حرصت دوما ان احتفظ بشيء من الخصوصية، ثم أن القارئ يهمه النص الادبي وليس اسم كاتبه.

بان اورينت نيوز:حدثينا عن الزيارة إلى طوكيو.

الشاعرة الهنوف: الزيارة جاءت في إطار برنامج التبادل الثقافي بين مؤسسة محمد بن راشد للآداب والفنون والمؤسسة اليابانية للثقافة والفنون، وهو برنامج يهدف لدعم الكتَّاب العرب والوصول بهم إلى العالمية، اضافة إلى التعريف بدولة الامارت العربية المتحدة والثقافة العربية والاسلامية.

بان اوينت نيوز: متى بدأت الكتابة والتأملات في الشعر؟

الشاعرة الهنوف: بدأت وأنا عمري 11 سنة، وعندما بلغت الرابعة عشرة، كنت اتابع جريدة البيان، واتصلت ذات مرة بالصحفي السوداني الراحل محمد نوراني الذي ساعدني وعرّفني على الاستاذ مسعود امر الله فبدأت مشوار الكتابة في بريد القراء، ثم واصلت نشاطي بعد ذلك وشاركت مع عدد من المبدعين في كتابة نشرات ادبية مثل " تراتيل النوارس" ، كما اصدرنا نشرة " النوارس 2" ومجلة "رؤى" التي حققت توزيعاً كبيراً.

بان اورينت نيوز: ماذا يعني الشعر لك؟

الشاعرة الهنوف: الشعر هو جمرة الألم اللذيذ، التي تستحق القبض عليها.

بان اورينت نيوز: لديك اهتمامت بالترجمة حيث ترجمت عددا من الاعمال الابداعية.

الشاعرة هنوف: الترجمة عمل ابداعي اعتبره إحدى الهوايات القريبة إلى قلبي بعد الشعر.

بان اورينت نيوز: حدثينا عن مناسبة تكريمك من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم..

الشاعرة الهنوف: كنت ضيفة في برنامج "سماء دبي" في حوار مباشر حيث القيت قصيدتي، " أني لاجد ريح يوسف"، وصدف أن استمع لها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وهو إنسان يكتب الشعر ويتذوقه، فأعْجبتْهُ القصيدة وكرّمني، وإني أجد في تكريمه تكريماً لقصيدة النثر.

بان أورينت نيوز: دعينا نتحدث عن الشعر. قلت في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط بأن كبرياء الشعر يأبى الانكسار امام ذلك المد الطافي من القبح والالم. فهل يمكن للشعر أن يلعب دوراً في احياء الأمل بغد افضل؟

الشاعرة الهنوف: الشعر عبارة عن بلسم شاف للالم، فهو قوة محركة للمشاعر ومعبرة عن الأحاسيس، صحيح نحن نعيش الآن مرحلة احباط، ولكن بإمكان الشعر تهذيب المشاعر والسمو بها إلى مراتب عالية، وأنا اعتقد بأن كل انسان في داخله شاعر، هناك شاعر يكتب الشعر وهناك من يتذوق الشعر، والشعر هو المحرك لكل شيء.

بان اورينت نيوز: يرى البعض قلة حضور الشاعرات الاماراتيات في مضمار الشعر الحداثي.

الشاعرة الهنوف: هذا صحيح. فقصيدة الحداثة، على العكس من الشعر العامي أو النبطي، تحتاج إلى الجرأة في الطرح والتحرر من القيود أو (التابوهات)، وأعني بذلك التنميطات التي تسعى لوضع المرأة في قفص من حرير بحجة العادات والتقاليد، لذلك فإن عدد اللواتي يلجن إلى هذا المجال قليل.

بان اورينت نيوز: يحتل الحزن والدموع مساحة واسعة في قصائدك. لماذا يا ترى؟

الشاعرة الهنوف: لأن الشعر عندي هو المتنفس الوحيد في بحثي عن علاقتي مع الله، وفي بحثي عن الآخر، فانا ما زلت أعيش في سماواتي ومملكتي فالحزن نديمي، وربما لأن الشاعر لا يستطيع أن يحوّل شوك الحزن إلى وردة، لذا تأتي دموعه حروفا وكلماته واحزانه نصوصا وابياتاً شعرية.

بان اورينت نيوز: إتسم ديوانك الاول بالرمزية والثاني بالمباشرة. كيف تفسرين ذلك؟

الشاعرة الهنوف: هذا صحيح، فعندما يراود الانسان الاحساس بالأمل ويتوقع حدوث أمر ما، فإنه لا يكون يقينياً، لذا تأتي كتاباته مفرطة في الرمزية، ولكن بمجرد أن يتحقق حلمه، فإنه يتحدث ويكتب بشكل يقيني، ولهذا جاء ديواني الأول مكثفا بالرمزية، وجاء ديواني الثاني مباشراً.

بان اورينت نيوز: ملامح ديوانك الاخير " ريح يوسف"..

الشاعرة الهنوف: استلهمتُ فيه اجواء قصة سيدنا يوسف وعودته إلى ابيه بعد الغياب.

بان اورينت نيوز: كثيرا ما استلهمتِ قصص الانبياء وتجاربهم في قصائدك.

الشاعرة الهنوف: هذا صحيح، لأن كل تجارب الانبياء تجارب مصادمة.

بان اورينت نيوز: متى تبكي الشاعرة الهنوف ؟

الشاعرة الهنوف: أنا انسان قبل أن اكون شاعرة، أبكي كلما
شاهدت منظرا ا مؤلما أو مررت بتجربة حزينة، ولكن الأنثى، بشكل عام، تبكي بكاء خاصا عندما تخسر قلبا يحبها.

بان اورينت نيوز: ماذا تهدين إلى قراء بان اوينت نيوز من قصائدك؟

الشاعرة الهنوف: أهدي إليهم بعض ابيات قصيدتي "سجادة حب":

أيها العابرون في ذبذبات الوطن
أيها العابرون في ذبذبات الورد
خذوا الموائد .. ودعوا لي وطني
أعيذه بكلمات اللـه التامات
واقرأ عليه المعوذتين
فلا ورد بلا عذابات
ولا وطن بلا معوذات

بfبان اورينت نيوز: شكرا جزيلاً الشاعرة الهنوف محمد.

الهنوف محمد: شكرا جزيلا أستاذ الفاتح ميرغني.

بان اورينت نيوز

حقوق النشر محفوظة



لقاء خاص