فقيد الفروسية العربية: راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم في ذمة الله

للفقيدِ الرحمةُ وللوالد ولنا العزاءُ

مدريد – الأحد 20 سبتمبر 2015
بقلم محمَّد بشير علي كردي

الفقد صعب ومؤلم مع أنَّه سنَّة الحياة ومشيئة الله، ولا رادَّ لإرادته.
غياب الشيخ راشد بن محمَّد بن راشد آل مكتوم صباح يوم أمس السبت، كان صدمة لشعب الإمارات العربية المتحدة وشقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي ولأمَّته العربيَّة وعشَّاق الرياضة والفروسيَّة في أرجاء العالم كافَّة.

غاب عنا الراحل تغمَّده الله بواسع رحمته وهو في ريعان شبابه وقمَّة عطائه. عشق الخيل، فكان فارسها الذي لا يشقُّ له غبار. تربَّع على عرش التفوُّق في السباقات الإقليميَّة والدوليَّة التي شارك فيها رافعُا علم بلده عاليًا. امتطى صهوة حصانه ليحقِّق الفوز.

ولأنَّ لكلِّ مجتهد نصيبًا، فقد تمكَّن من الحصول في السباقات التي شارك فيها على المركز الأوَّل خمسًا وعشرين مرَّة، والمركز الثاني اثنتين وثلاثين مرَّة، والمركز الثالث ثلاث عشرة مرَّة، وتوِّج بطلاً في العديد من منافسات القدرة والتحدِّي التي جرت في بلدان أوروبيَّة، وحصد العديد من الجوائز المشرِّفة لبلده. وهو بهذا سيظل لكلِّ من عرفه حيًّا بينهم بانجازاته الجمَّة، فعليه ينطبق قول الشاعر:

ضَجْعَةُ المَوْتَ رَقْـدَةٌُ يَسْتَرِيْحُ الجِسْمُ فِيْهَا وَالعَيْشُ مِثْلُ السُّهَادِ

نعم، فحياة كلٍّ منَّا طالت أم قصرت هي محطة بين حياتين نعيشها، ولا يبقى إلاَّ صالح الأعمال. وقد أكرم
الله شعب دبي بأسرة آل مكتوم وعلى رأسها الشيخ محمَّد بن راشد آل مكتوم أميرها، يدير أمورها بحنكة ودراية وصدق وإخلاص في القول والعمل. يأخذ بيد مواطني دبي والمقيمين فوق ترابها لحياة كريمة هنيئة رغدة، وليحقِّق لدبي التفوُّق في مجالات التنمية والعمران كافَّة، فجعل منها جوهرة الخليج وقبلة أنظار عشَّاق السياحة من جميع بلدان العالم، وغدا اسم دبي شعارًا للجودة وكرم الضيافة.

ومن حباه الله بهذه الصفات، سيحتسب ابنه الفقيد عند بارئه، ويتقبَّل الوالد بصدر المؤمن غياب نجله الشيخ راشد، ونشاركه جميعًا العزاء وندعو الله له بالصبر وطول العمر.

محمَّد بشير علي كردي سفير المملكة العربية السعودية سابقاً في اليابان



رأي