لعنات عراقيين وعرب تلاحق رامسفيلد الراحل

رامسفيلد (وزارة الدفاع الامريكية)

دمشق في 9 يوليو 2021 / بان اورينت نيوز/

الكاتبة: فدوى عيون السود

خلت معظم ردود الفعل العراقية والعربية من الدموع وعبارات "الترحم" على دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق "مهندس الحربين الأمريكيتين على العراق وأفغانستان" الذي وافته المنية في الأسبوع الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية. وأجمعت معظم وسائل الإعلام العراقية والعربية "تجريم" رامسفيلد بمافعله بحق بلدهم "غير آسفين على رحيله". وشهدت وسائل التواصل الإجتماعي بين العراقيين سجالاً بين ندرة من المترحمين في مواجهة غالبية عظمى حانقة على حروب رامسفيلد "التي أوصلت العراق إلى ما هو عليه الآن." كما حمل محللون عسكريون رامسفيلد المسؤولية عن "بعض" القرارات المثيرة للشكوك بحق العراق مثل حل القوات المسلحة العراقية.

وكان نائب الرئيس العراقي الأسبق طارق الهاشمي من أبرز الشخصيات التي غردت معلقة على نبأ وفاة دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، حيث قال، "في العادة الميت تُذكر حسناته، ولا أدري إن كان لدونالد رامسفيلد حسنة واحدة جديرة بالذكر، بينما يحتاج ذكر خطاياه إلى كتب ومجلدات، وسترافقه إلى قبره لعنات المفجوعين بمواقفه وقراراته إلى يوم الدين."

من جهتها رصدت قناة ناس نيوز الإلكترونية العراقية على "تلغرام" ردود فعل بعض العراقيين ناقلة عن سعد جبار الموظف في وزارة النقل عدم أسفه على موت أي محتل لأنهم "لم يتركوا لنا سوى ذكريات الإحتلال والدمار للعراق" كما قال، مبرراً أن السياسة الأمريكية لها أهداف استراتيجية لا تتغير برحيل الأشخاص. ونقلت القناة عن وكالة الصحافة الفرنسية قول الأمين العام للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي أن رامسفيلد كان من المسؤولين عن وصول أوضاع العراق إلى ماهي عليه الآن، وتداعياتها التي لا يزال العراقيون يعيشونها اليوم.

ولم يخلُ الأمر من شماتة بين العراقيين، حيث تابع موقع قناة العرب تغريداتهم تحت عنوان "العراقيون يعزّون محور المقاومة" التي "تماعي"، كما وصفوها، في العراق متذكرين الحرب التي دمرت بلادهم وأوصلت إليهم حكم العمامة. في حين وجد البعض العزاء في حساب رب السماء الذي لا مهرب منه، حيث أورد موقع "مَعين المعرفة" الإلكتروني تغريدة لمحمد الجميلي الذي قال أن السفاح رامسفيلد قد مات وجرائمه لم تزل حية، وأنه إن أفلت من المحاكم الدولية لتحاسبه على ما اقترف من جرائم فلن يفلت من عقاب السماء وأنه الآن بين يدي القوي الجبار وحيداً ذليلاً لا يحميه رئيسه المجرم ولا من أهداه "سيف علي"، متابعاً قوله "إذهب كما ذهب كل الغزاة، فستنهض بغداد من كبوتها وتطرد عملاءكم".

من ناحيته علق الصحفي العراقي عثمان المختار على حسابه على تويتر أنه بموت رامسفيلد لا بد أن نستذكر سجن أبو غريب ويورانيوم البصرة ونابالم الفلوجة ومجزرة حديثة ومذبحة القائم وغيرها.

أما موقع آر تي العربي فقد حمل رامسفيلد مسؤولية شن الحروب على أفغانستان عام 2001 وعلى الإرهاب التي أسفرت عن سنوات طويلة من الإنفلات الأمني في العراق وأفغانستان، دون تمكن الولايات المتحدة من السيطرة على الأوضاع الأمنية على الرغم من إسقاط حكم حركة "طالبان" بسرعة، وعدم قدرة القوات الأمريكية من القضاء على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن إلا بعد 10 سنوات من دخول أفغانستان.

مُحَملاً بنفس المشاعر والآراء، كتب موقع الخليج الجديد "رامسفيلد..رحل غير مأسوف عليه".

وفي سياق متصل، كتب علي سعادة الكاتب والصحفي الأردني يقول أن رامسفيلد كان على علاقة جيدة بالرئيس العراقي صدام حسين في الثمانينيات، ووافق آنذاك على تزويد الجيش العراقي بأسلحة أمريكية متقدمة وكان أكثر مسؤولي الإدارة الأمريكية تأييدا للعراق في مواجهة إيران إلا أنه انقلب عليها إبان حرب الخليج الأولى.

وتحت عنوان كيف نتذكر رامسفيلد؟ كتب معن البياري على موقع العربي الجديد الإلكتروني "وحدها عائلة وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد، خلعت عليه، عند وفاته الأربعاء الماضي عن ثمانية وثمانين عاماً، أوصافا بالغة الشذوذ عن النعوت البالغة السوء التي عُرف بها، بل وعمّا رمته به صحافاتٌ أميركيةٌ وأوروبية. قالت العائلة إن التاريخ سيذكُر "إنجازاته الاستثنائية خلال ستة عقودٍ من الخدمة العامة"، و"النزاهة" التي اتّسمت بها حياته التي كرّسها لخدمة الوطن. والمساحاتُ شاسعةٌ بين رامسفيلد هذا ورامسفيلد الذي كتب عنه موقع انترسبت الأميركي إنه "مجرم حربٍ تافه"، في عنوان مادّة عنه، جاء فيها إنه "ظلّ مبتذلا للغاية". ولم يجد موقع "ديلي بيست" للوزير العتيد وصفا غير أنه "قاتل أربعة آلاف شخص."

"لا شماتة في الموت، يقول المبدأ الأخلاقي العريق، الذي لا يلغي مع ذلك أيا من حقوق تبيان مساوئ الميت" والقول هنا لصبحي حديد، الكاتب والصحفي السوري المقيم في باريس، الذي سطّره على النسخة الإلكترونية لصحيفة القدس. متابعاً رأيه "حجب الشماتة في الموت لا يلغي، كذلك، الحق في إحالة الميت إلى سلة مهملات التاريخ. خاصة إذا كان يستحق صفة مجرم الحرب، وفي ذمته مئات أو آلاف أو حتى ملايين الضحايا ضمن مسؤوليات مباشرة أو غير مباشرة. هذه حال وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد الذي رحل عن عالمنا."

أما تعليق صحيفة العرب الإلكترونية على رحيل دونالد رامسفيلد فجاء ملخصاً لمختلف الآراء وردود الفعل العربية، الشعبية منها والرسمية، حيث عنوَن "ناشر الديمقراطية بالدبابات يغادر العالم بعد تخريبه. (بان اورينت نيوز)



جيوش ودفاع وارهاب

اوقفوا الحرب: يوليو. 03