``يسوع المسيح يتفوق على العلماء في صنع المعجزات``

طوكيو- السبت 21 إبريل 2012 / بان أورينت نيوز/

لا شك أن معجزات الأنبياء والرسل التي تناقلتها البشرية عبر عشرات القرون كانت موضع جدل وتشكيك من قبل البعض وتسليم من قبل البعض الآخر. ولا يمكن للعقل إلا أن يقف أمام المعجزات مشككاً، وهذا ما لا ينطبق على ما قدمه العلماء من إنجازات أقرب إلى الإعجاز. وفي هذا السياق، نشرت المجلة الأمريكية "ألغاز الحياة الصغيرة" في عدد أبريل مقالة للكاتبة ناتالي وولتشوفر تقارن بين معجزات السيد المسيح وإنجازات العلماء ذات الصلة.

وتطرح الكاتبة وولتشوفر سؤالاً بعد الإشارة إلى ما أحرزه العالم من تقدم علمي هائل منذ أن وطئت قدما السيد المسيح الأرض، قبل أكثر من ألفي سنة، "بعد كل هذا الوقت، هل تمكن العلماء من تكرار معجزاته، أم أن ابن الله لا يزال متفوقاً عليهم؟"

وتقدم الكاتبة مقارنة بين "بعض أعمال يسوع الخارقة، بحسب الإنجيل، مع جهود العلماء المكثفة لتحقيق نفس النتائج."

وُلِد من عذراء

أن يولد المسيح من عذراء، فتلك معجزة في ذلك الزمن، إلا أنها لم تعد كذلك في يومنا هذا بعد تطوير التلقيح الاصطناعي حيث أن المرأة يمكن أن تنجب بدون أي تواصل جنسي. "طبقا للكتاب المقدس، فقد تم تصوير السيد المسيح كشخصية طاهرة، بجعله ابن الله ومريم العذراء. واليوم، لم يعد حدثاً مهماً أن يولد المرء من عذراء، وذلك بفضل تطوير التلقيح الاصطناعي. وفي هذا الإجراء، يتم حقن الحيوانات المنوية إما في رحم الأنثى أو تستخدم لتخصيب بويضاتها في طبق بيتري (وبعد ذلك يُعاد حقن البويضة المخصبة في رحم الأنثى). وفي كلتا الحالتين، لا توجد حاجة للتواصل الجنسي."

وتشير وولتشوفر أن العالم الايطالي لازارو سبالانزاني أجرى أول تلقيح اصطناعي لكلب في عام 1786، وحقق الإنكليزي جون هنتر هذا الانجاز على الإنسان بعد أربع سنوات فقط. واليوم، أصبح شائعاً أن تحمل النساء العازبات، حسب الكاتبة.

تحويل الماء إلى خمر

ولا ينقص أسلوب الكاتبة وولتشوفر حس الفكاهة عندما تقول إنه "من المؤسف أننا، وإلى أن يعود الرب ثانية، مضطرون إلى دفع أكثر من 10 دولارات مقابل زجاجة نبيذ لائقة. فليس هناك علماء يعملون حتى على مشكلة كيفية تحويل المياه مباشرة إلى نبيذ العنب الفاخر. وقد يكون أقرب ما توصلوا إليه هو اختراع ألكا - سيلتزر بطعم العنب. وهتفوا، يا يسوع،" في إشارة إلى معجزة السيد المسيح الأولى في تحويل الماء إلى خمر في بلدة قانا، جنوب لبنان.

شفاء العرج/الكساح

"وفقا لكتاب أعمال الرسل، فقد شفا يسوع رجلاً كسيحاً، ومكنه من المشي. فهل يستطيع العلماء أن يفعلوا ذلك؟" تتساءل وولتشوفر.

وإلى ذلك توضح وولتشوفر "لقد اتخذوا مؤخراً الخطوات الأولى. تعمل عدة مجموعات بحثية بشكل مستقل على تطوير طرائق علاج لمساعدة المرضى المصابين بشلل نصفي لاستعادة القدرة على الوقوف والمشي، الجوهر في المعرفة الجديدة للدونة الأعصاب في الحبل الشوكيي. والعلاج التجريبي الذي يجري تطويره من قبل الباحثين في مركز أبحاث كنتاكي الحبل الشوكي والإصابات، وذلك اعتبارا من الأسبوع الماضي، مكن اثنين من المرضى المصابين بشلل نصفي من الوقوف والقيام ببضعة خطوات مع المساعدة. وفي هذه التقنية، يتم تطبيق التيار الكهربائي على شبكة من الأعصاب في الحبل الشوكي القادرة على الشروع في الحركة من تلقاء نفسها، دون مساعدة من الدماغ. وتحفيز هذه الأعصاب تدريجيا يعيد تعليمها كيفية المشي."

وتضيف "في هذه الأثناء، صنع المختصون بصناعة الروبوتات في جامعة كاليفورنيا في بيركلي جهاز خارجي موجه بالكمبيوتر، حمالات آلية للساق بشكل أساسي، التي استخدمها طالب مشلول في بيركلي للسير طوال مرحلة تخرجه في مايو الماضي. وكان قادراً على الوقوف والمشي عن طريق إدخال الأوامر إلى جهاز كمبيوتر صغير يتحكم في حركة الحمالات."

إطعام الجموع

ومقارنة مع معجزة الخبز والسمكتين، حيث أن المسيح أطعم آلاف الناس حتى الشبع من خمسة أرغفة وسمكتين فقط، تقول وولتشوفر "لا، العلماء ليسوا قادرين على تكثير بضعة أرغفة من الخبز وسمكتين إلى وليمة ضخمة قادرة على إطعام الآلاف، على غرار مافعل يسوع في بيت صيدا. ومع ذلك، فإن التقدم الكبير (برغم أنه مثير للجدل) في مجال الهندسة الوراثية الزراعية وإنتاج الغذاء حقق زيادة كبيرة في إنتاج الغذاء منذ ستينيات القرن الماضي، و"الثورة الخضراء"، كما تعرف، كان لها الفضل في إنقاذ الملايين من الناس من الموت جوعاً. ولعبت الهندسة الوراثية للأصناف عالية الإنتاجية من الحبوب والتقدم في البنية الأساسية للري وتوزيع البذور المهجنة والأسمدة الاصطناعية والمبيدات الحشرية للمزارعين دوراً."

وأضافت إن "الحالة الأخيرة لقدرة العلم على إطعام الجموع هي، في الواقع، معروفة باسم "معجزة الذرة المالاوية". ففي عام 2005، اعتمد مالاوي الأفريقية، أحد الأماكن الأكثر فقرا والأكثر عرضة للمجاعة في الأرض، برنامجاً يوفر دعماً مالياً كبيراً للبذور والأسمدة للمزارعين الفقراء. وزيادة استخدام الأسمدة أدى إلى إنتاج أكبر محصول ذرة في تاريخ البلاد خلال السنة الأولى للبرنامج - أي ما يكفي لإطعام سكان البلاد مع بقاء أطنان للتصدير. ومنذ ذلك الحين، تطور البرنامج كل عام في مالاوي، وتم اعتماده في بلدان أفريقية أخرى أيضاً."

شفاء الأعمى

وعن معجزة شفاء المسيح لرجل أعمى، تقول وولتشوفر إن العلماء يقومون بهذا الأمر بشكل روتيني. ما يقرب من نصف جميع حالات العمى تنجم عن الساد (الماء الأبيض وهو مرض يصيب العين، أو ضعف عدسة العين مع التقدم في العمر الذي يفقدها شفافيتها. وفي إجراء لمدة 15 دقيقة، يستطيع أطباء العيون إزالة عدسة العين المعطوبة والاستعاضة عنها بعدسة اصطناعية، تستعيد الرؤية."

و"بفضل التطورات الحديثة في تقنيات جراحة العين بالليزر، تفوق العلماء في مجال تحسين الرؤية. ففي بعض الظروف، هم قادرون على تصحيح بصر المرضى بنسبة 20 على 10، ما يساعد على تحسين الرؤية ضعف قدرة معظم الناس. وقريباً، قد يمكن بحث يجريه ديفيد وليامز، مدير مركز العلوم البصرية في جامعة روشستر وزملاؤه، جراحي العيون بالليزر من تحقيق رؤية 20 على 10 أو أكثر لنسبة كبيرة من المرضى."

و"استخدم وليامز وزملاؤه أداة تسمى جهاز استشعار جبهة الموجة لكشف التشوهات في رؤية الإنسان. ويسلطون الضوء إلى العين ويراقبون كيف تتوازن من خلال مئات من عدسات صغيرة في جهاز الاستشعار. والانحرافات في الأنماط التي تسببها تلك العدسات تخدم بمثابة خريطة من الأخطاء في العين. ويجري تطوير التقنيات الجراحية المخصصة لتنفيذ نتائج جبهة لموجة لدى المرضى، لتصحيح بصرهم إلى ما هو أبعد من 20 على 10."

قيامة لعازر (إحياء الموتى)

وفي إنجيل يوحنا، يعيد يسوع الحياة إلى لعازر بعد أربعة أيام من وفاته. وتسأل وولتشوفر هل نجح العلماء في مثل هذا الإعجاز؟

وتعترف الكاتبة "قد تكون إعادة شخص إلى الحياة بعد وفاته بأربعة أيام حكراً على السيد المسيح. و"بصرف النظر عن الإنعاش القلبي الرئوي CPR، والصدمات الكهربائية للقلب وغيرها من الحيل التي تم استخدامها لإعادة عمل الدورة الدموية للموتى حديثاً، لم يتوصل العلماء بعد إلى وسيلة لإعادة الناس إلى الحياة بعد فترة طويلة. ولأن الأنسجة البشرية تبدأ بالتعفن بسرعة بدون الأوكسجين، فقد تكون إعادة الحياة بعد أربعة أيام من الموت حكراً على يسوع."

وذكرت وولتشوفر إن عالم الأحياء مارك روث وزملاؤه الباحثون في مركز فرد هاتشينسون لأبحاث السرطان في سياتل، واشنطن، يعملون على تطوير تقنية لإدخال وإخراج الحيوانات في ومن حالة شبه الموت التي يسمونها "الإحياء المعلق suspended animation ". وقد وجدوا أن لدى معظم الثدييات جينات كامنة تسمح "بمرونة الأيض" نفسها التي تظهرها الدببة عند السبات خلال فصل الشتاء. وقد اكتشف روث وزملاؤه أنه يمكن إدخال وخراج المخلوقات الأخرى في ومن شبه حالة الموت ببساطة عن طريق تغيير تركيز الأوكسجين في الهواء الذي يتنفسونه.

ونقلت عن الباحثين قولهم على مواقعهم على الإنترنت "نستخدم مصطلح الإحياء المعلق للإشارة إلى حالة حيث يتم وقف جميع العمليات الحيوية التي يمكن ملاحظتها: الحيوانات لا تتحرك ولا تتنفس والقلب لا ينبض. لقد وجدنا أننا قادرون على وضع عدد من الحيوانات (الخميرة، الديدان الشريطية، ذبابة الفاكهة، الضفادع والأسماك الحمار الوحشي) في حالة من تعطل الحركة لمدة تصل إلى 24 ساعة."

و"بعبارة أخرى، يمكن أن يدخلوا الحيوانات في حالة سبات ليوم واحد ومن ثم إعادة الحياة إليها. ويأملون في تطوير طريقة للقيام بذلك على البشر أيضاً، الأمر الذي سيمكن الأطباء من تعليق مؤقت لإنعاش المرضى الذين يعانون من صدمات نفسية، وهو "كسب الوقت" لإجراء بعض الإصلاحات ومنع فقدان الدم."

وتقول وولتشوفر "باختصار، يحصل العلماء على علامات عالية في ما يتعلق بالولادات من عذراء، وإنتاج الأغذية واستعادة البصر، ولكن يسوع لا يزال متفوقاً في معجزاته عندما يتعلق الأمر بالنبيذ (المجاني)، والشفاء من الشلل وإبطال الوفاة. وتختم الكاتبة مقالتها بالطلب من القراء أن يجروا نفس المقارنة بعد ألفي سنة أخرى لعل العلم والإختراع يحققان معجزات جديدة.

بان أورينت نيوز



رأي